هِيَ نَبْضُ حَيَاتِيْ بَعْدَ [ ? ] !
[ 1 ]
التعبيْرُ . . ومَا أدرَاك مَا التعبيْر ؟
هُوَ أغنَى الأغنياءِ في كلّ وصْف ، يتجَاوز الآفاق ، ويقصمُ الأعمَاق ،
ويَهدمُ السُدود ، وَيلطِمُ الحُدود ، ويجْعل منْ كلّ شئٍ لا شَئ ، والعكسُ بـ العكسِ ،
ومَع كلّ هذا الطُغيَان ، فهُو قليلُ الوفاءِ مَعِي ، فـ مَا أبْخلَه !
مَع أنْ ليسَ بيني وَبينهُ شَئ سِوَى سُوء حِبْري ، وَكسَالة قلمِيْ ، وَغمَامَة فكْري ،
غالباً مَا يكونُ حَلقة [ فصْلٍ ] بينيْ وبَيْنَ مَن يَجْهلني .
[ 2 ]
كلّ ما يَخرج منّا إلَى الناسِ ،
كلّ الناسِ - مَع تواضعه الشديْد - هُو مُلك الناس ، هُو وسِيلتنا ،
فليْس لنا غاية أكثر - بَعد رضَى اللهِ ثمَّ رضَى الوَالِدَين - مِنْ [ مَحَبَّةِ النَاسِ ] ،
هِيَ نَبْض حَيَاتِنا ، وَارْتِوَاء وِحْدَتنا ، وَغايَة الكثيريْن ،
والأقرَبُونَ أولَى ، الأقرَبُونَ إلَى القلبِ ،
فـَ مَا عسَانا أنْ نقول - إنْ كَانَ هذا العَطاء مِنهُم إليْنا ؟!
ليسَ العطاء فيْ قبُولِهِ ، إنمَا فِي رَدّة الفِعْل المُقابل !
رَدّة الفِعل . . أعظمُ العَطاء .
فرحَة الآخريْنَ بـ عَطائنا ، هِيَ عَطاء أكبَر مِن عَطائنا .
هيَ نبْض قلوْبنا ، قلوْبنا التي أهدَيناهَا !
[ 3 ]
أحَاييْن تترَى ، تلِدُ في مُخيّلتي حُروفٌ تنبضُ بـ لَهفةِ الحيَاة ،
مُتوهّجة ، مُتشوّقه ، مُشتعلة بـ العَطاء ، حَالِمَة بـ الإحتِوَاء ،
كـَ غيْمَةٍ اكتظتْ بـ الرَّبيع ،
تصْعُقُ بـ قلبي ، وَترعُد بـ سَمعِي ، وتبْرُقُ بـ عَيني ،
تتفجَّرُ مِنهَا زلازل إحتيَاجَاتِي وبَرَاكِين صَبْري ،
لا أسْتطيع تحريْرهَا للشمْسِ والهَواءِ ، رُغماً لا أسْتطِيْع ،
فـ تذبلُ بـ دَاخِلِ مُدُنِي المُتهالكَة ،
فـ يُورقنِي ضَجيْج يَبَاسِهَا ، ولا تذرُوْهَا الرِّيَاح ،
فـ هَيْهَات أنْ تصِلَ الرِّيَاحُ جَوفِي ، هَيْهَات ، إلا . . !
. . . وَ الحَمْدُ للهِ .
بَعْدَ التحِيَّةِ والسَّلامِ : كَيْفَ هُوَ نَبْضكُم ؟!